سمعا نداء غريبا هامسا بإلحاح، بدا وكأنه يطلب منهما السير في تلك الدرب الصاعد إلى أعلى الجبل الذي يرتفع ليعود وينحدر فجأة ،فكأن سيفا اسطوريا هائلا قطعه، لم يعرفا مصدر هذا الهمس،ولكنه كان قريبا جدا.
فأمسك بيدها بلهفة،وتشابكت أصابع أيديهما،وسارا على تلك الدرب الصاعدة إلى أعلى الجبل.
أصبح صوت النداء أغنية مسموعة بوضوح،
فأسمعها أجمل كلام في الحب ،قطع وعودا بحملها والطيران بها فوق السحاب.تدفق الحب من ينابيع عينيه.والتمعت عيناها ببريق ساحر.
ومع كل خطوة جديدة!وكل كلمة حب،تنمو ابتسامة الأمان في بلاد ثغرها أكثر فأكثر،ومع الصعود المتسارع،انداحت الابتسامة لتغطي وجهها كله.
تصاعدت نبرة الحب في كلامه،ازدادت سرعة إيقاع خطواتهما ،ازدهرت الإبتسامة أكثر فأصبحت ضحكة.وبدأت تفاصيل المشهد حولهما تغطس خجلى في غيهب من التشوش والإمحاء
ومع إقترابهما من القمة ،اسرع السير أكثر، وبات يشدها شدا وهي تركض برضا واستسلام لذيذين .
و مع ضوع عطر أنوثتها المتزايد
بدأت غيوم زرقاء تتجمع،ثم تتسارع في تجمعها ،كأنها تعزف معهما لحنا أزليا ، بدأ ريش أبيض يبزغ من جسدها ،كان ينمو كلما أقتربا من القمة.
يقتربان
فينمو ريش
وتغيب تفاصيل
ويضوع عطر
.ويعلو ذلك الصوت المجهول.
صار لها جناحين .وإغلقت الغيوم التي أصبحت حمراء،صفحة السماء،
علا صوت ذلك النداء المتوحش الذي يشدهما نحو القمة لسبب مجهول،وبات النداء عواء يصم الآذان
وصلا إلى القمة، عصفت ريح قوية،فأمسكا بيدي بعضهما بقوة،ثم تعانقا بلهفة الوصول إلى المطلق.فاهتزت الأرض .
في تلك اللحظة رسم البرق خطا فاصلا في السماء بين عالمين،فاستحال هو إلى صخرة
واستحالت هي إلى حمامة بيضاء.
تدحرجت الصخرة الى الهاوية،و
طارت الحمامة إلى السماء.وعندما استقرت الصخرة،تسربت الغيوم كأن ثقبا أسودا هائلا سحبها ،ثم حامت الحمامة قليلا فوق الصخرة وحطت قربها، سقط الريش الأبيض واختفت الأجنحة عنها فانبثقت "هي."
تململت الصخرة وتشكلت من جديد عائدة إلى"هو".
عندها سمعا نداءا هامسا بإلحاح ،بدا وكأنه يطلب منهما السير في تلك الدرب الصاعدة إلى أعلى الجبل الذي يرتفع ليعود وينحدر فجأة،فكأنما قطعه سيفا أسطوريا هائلا.كان الصوت قريبا جدا
فأمسك بيدها بلهفة،و تشابكت أصابع إيديهما،وسارا على تلك الدرب الصاعدة إلى أعلى الجبل....اسمعها.........في
.........قطع وعودا في ........
طيران...
سحاب.....
حب..........