الحب الأبدي
ما أن تعجب بفتاة و تبادلك الإعجاب حتى تبدأ الأقاويل ويبدأ من يسوى ومن لا يسوى بالتدخل في هذه العلاقة التعجبية, بل ويكثر العاقلون من أصدقائك وأصدقائها ويقولون لها بصوت واحد:"شو بدك فيه...هذا رجل كذاب و نصّاب".
وتسأل الفتاة المغرر بها لماذا أنت كذاب ونصّاب؟
فيسردون لها تاريخك من الطقطق للسلام عليكم بعد إضافة عدة جسور
جاهزة في طريقهم الطويل بين مدينة طقطق و مدينة السلام عليكم.
ومع ذلك فإن الفتاة تقاوم ملحمتهم تلك و تبقى معك لترى بعينيها و تتأكد فتقضي القسم الأول من الحب وأنت تجيب على أسئلة بوليسية على أشياء فعلتها بالماضي وأشياء لم تفعلها, وبعد أن تسايرك الفتاة المغرر بها تطلب منك إثبات عكس كل التهم فتعيش القسم الثاني من الحب وأنت تقوم بأفعال جبارة كي تثبت لها في شهر عدك صحة ما ألصق بك من تهم على مدار ثلاثين عام.
وبعد أن تثبت كل وجهات نظرك تجهّز نفسك للعيش في عسل الحب وتقول لها: بحبك فيبدأ القسم الثالث وهو المطالبة بالرباط الأبدي وتكرار جملة غامضة من الفتاة و هي: انا مو هيك كلما حاولت أن تعبر لها عن حبّك وخاصة عن طريق حاسة اللمس الشهيرة, و تحاول عبثا معرفة ما هو الهيك الذي ليست مثله.......فلا تنجح لأنو مخك سميك وما عم تفكر غير بحالك, ثم تحاول أن تبث حسن نيتك فتعترف لها بأنك وجدت المرأة التي ستعيش معها إلى الأبد وتمد يدك إلي يدها دلالة على تشابك المصيرين فتتجاوب معك أخيرا مما يعطيك دفعة معنوية وحماسية تجعلك تستخد يدك الأخرى الحزينة والوحيدة فتخضر يدك من الفرح وهي تمتد إلي كتفها ولكن صفعة قوية على يدك السعيدة من يدها الأخرى المتربصة المدافعة عن حدود الوطن تجعل لون يدك السعيدة أحمرا على أزرق وتعود إلى مكانها حزينة وحيدة فتضطر يدك المتشابكة المصير مع يد الفتاة إلي الانسحاب خجلا والعودة إلى اليد الحزينة و مواساتها عبر حاسة اللمس الذاتي الشهيرة أيضا.
و بعد أن تتأكد أنها مو هيك تتمادى في الدفاع عن حبك لها وعن الرباط المقدس فيبدأ قسم جديد من الرحلة و هو قسم التملس من طلبها ليدك و طلبها منك أن تطلب يدها كي تتأكد من حبك لها.
ومع إصرارك وإصرارها ترضخ أخيرا كمحاولة أخيرة لتنشيط الحاسة الاجتماعية لديك لطلبها و تطلب يدها.
وهناك تفاجأ بأن أهلها فوجئوا بك وكأنهم لم يكونوا بإنتظارك منذ ثلاثة شهور, وكذلك تفاجأ بطلباتهم العجيبة من بيت وسيارة و تكوين نفس بأسرع ما يمكن فتركض كالصاروخ وتنبطح هنا و هناك, وتعمل أعمال ليش من أعمالك أصلا كشوفير تكسي بعد الظهر وتاجر عطورات قبل الظهر و معقب معاملات فترة الصباح الباكر, و حلال مشاكل بنص الليل ومساعد أركيلة فترة القيلولة فقط لتثبت لها أن الكلمة الحمقاء التي تفوهت بها "بحبك" حقيقية و من القلب.
و تتزوجان و تصبح حاسة اللمس شرعية و تنجب الأولاد وتعيش معها إلى الأبد فقط لتثبت لها أنك كنت تقصد ذلك حقا ولكنك في غمرة تراكضك لأن تثبت لها كل هذا.......تنسى أن تثبت أي شيء بل و تنسى الإجابة على الأسئلة الخفية المتكررة من نفسك إليك.
وفي لحظة ربما تكون الأخيرة في حياتك وأنت تموت على الفراش كالبعير طبعا وليس في ساحات الوغى والقتال ,وتفكر وأنت ترى أولادك أمامك و أحفادك وزوجتك طبعا, تنظر إليها و تجيب نفسك للمرة الأولى ولكن بسؤال: هل كنت تحبها حقا؟؟؟؟