... فتح باب المنزل ودخل الى حجرته ورأها جالسة على كرسيها المخملي تسرح شعرها الاشقر , قال لها مساء الخير وعلى شفتيه ابتسامة رسمها القدر البرجوازي ,فردت عليه بعينيها الجريئتين كأنها تناجي رب السماء على هذه المعاناة الي تعيشها طوال فترة عام كامل.
ثم اقتربت منه وبدأ الحوار بين كبرياء حواء وعنفوان آدم ليس بالكلام وانما بالعينين.
فقالت:
اذا كان حوارك ذكر فلغتي أنا أنثى
اذا كان ظلمك ذكر فرحمتي أنا أنثى
اذا كان سجنك ذكر فحريتي أنا أنثى
اذا كان حكمك ذكر فسلطتي أنا أنثى
اذا كان عمرك ذكر فحياتي أنا أنثى
اذا كان بحرك ذكر فأمواجي أنا أنثى
اذا كان خيالك ذكر فحقيقتي أنا أنثى
اذا كان منامك ذكر فرؤيتي أنا أنثى
اذا كان عدلك ذكر فمحكمتي أنا أنثى
واذا كان نبض العرب ذكر فعروبة الشرق والكون والعالم هي أنثى
فتكلم بفصيح العبارة أيها النبض المجهول من دون تهرب الى كلمات لطالما أحببت أنت فيها لفت انتباه الانوثة , تكلم وواجهها من دون تخوف أو تمرد واتمنى من حضرتك الكريمة الابتعاد عن البليغ والسفيه لأن الاول قد يبلغك في الكلام والثاني قد يؤذيك في تصريحاته وذلك حفاظا" على مكانتك الاجتماعية, واخرج من غموضك الذي أدركته مبكرا" ومن اللحظة الاولى , وكن معها رجلا" شرقيا" ولو مرة واحدة لايخاف أحدا".
فقال لها على مسمع العالم بأجمعه وعلى مدى صوته:
من لي حواء ذكر الا أنا.
ولكن ليس كل مايسمع يصدق (الحياة كذبة كبيرة وعلينا تجاوزها حتى كلف ذلك العمر بأكمله)
ملك العشق