غدا سأنتظرك عندما يطلع القمر ..
و ترقص النجوم على أسطح المنازل و تقف على الشرفات..
سأراك بين كتبي و بين كراساتي .. وفوق وسادتي..
لك أن تجدني طيفا ورديا يتراقص على سطح البحيرة ..
لك أن تراني في انكسار المرايا .. وبين السهول المترامية على أطراف مدينتي..
و لي أن أسكن ليلك ..لأرقد خيالا يعبث مع سقف غرفتك و في زواياها ..
ليهمس لكَ صوتي برقةٍ غرزت ضعفا جميلا في قلبك..
" مازلتُ صغيرة .. أرجوك لا تعبث بأحلامي .. و لا تبعثرها بين أمانيك و أيامك "
أعرف أن شوقا بات يلاحق دقات قلبك .. ليسألك عني في كل ليلة ..
و أن جوابا مافتئ يتعثر بحثا عن نفسه .. هاربا من نفسه ..
ليلقي نفسه في متاهاتٍ فُرشتْ بالأشواك ..
أعرف أنك بتَّ تمضي في الزحام .. غارقا بين الوجوه بحثا عن وجهي ..
لكن الضجيج كان عارما ليهديك أملا كاذبا ..واحدا..
لتقول في نفسك " رأيتها .. أُقسم أني رأيتها "
تُقسم أنكَ رأيتني مع أنك تعلم في قرارة نفسك أن ما رأيته هو طيفي الذي كان كظلك ..
ولم أكن أنا من رأيت..
أما أنا ..
سأنمو مع الريح .. لأموت مع الذاكرة ..
لتكون مقصلةٌ أعبد سكينها .. لأسجل دقات قلبك فوق الجفون ..
و أهاجر بعيدا عن مقصلتي .. بعيدا عن ليل السجون..
لأرحل ومعي صمتي في وحي الجنون ..
أني كنت يوما ها هنا .. انتظر أللاستسلام من موتنا الضائع تحت ضرب الحصار القاطع..
لأذوب حلوةً .. صغيرةً .. شامخة في معارك الأيام ..إلى حيث نفيتُ أحلامي و أعيادي ..
حيث التقينا فيهما ..
و لتكن مسيرةً جنائزية يذبل إكليل الورد من أّناتها ..
و كأن عيونك شوكة في القلب .. توجعني و اعبدها ..
A7mAd.........................