و قلبت ساعاتي مزيج تحسر بتحسر ِ
و الغصة ُ الحمقاء في حلقي كطعم الخنجر ِ ..
وبراثن الخيبات تقطر من مشاعري
فإليك ألف تشكري ..
الأمس ميلادي ؛ مضى...
لم لا تذكري ؟!!
يا من منَحتـُك ِ سحر تاريخي وأروع أسطري
ورسمتُ يومك ِ في فضاء المشتري
وبه جعلتُ أساس تقويمي ومبدأ أشهري
و فرشتُ أرضك ِ من نقاء المرمر ِ
و نظمتُ روحي في جوارك ِ
كالعبير العنبر ِ وحلمتُ أن تتذكري وتقدري...
فمضى المساء على نحيب خواطري
و حصاد أوهامي بتربة قلبك المتحجر
فإليك ألف تشكر, وتشكر ...
وتشكر ...
يا من جبلت ِ من البديع الساحر
من حقكِ المشروع أن تتكبري وتبعثري ...
وتشتتي حزن القلوب على وساد المجمر ِ
لكن حقي أن اعبر عن عميق تأثري بهدية ...
فاقت حدود تصوري بهدية مسخت ربيعي
في خريف مُقفر ِ وأنا أرى النسيان يعبثُ
في رفات مآثري وأجاب بالصحراء
و الصحراء رد الكوثر!...
مستذكرا أني منحتك ِ أنهري
مستذكرا أني رميتُ على دروبك جوهري
وجمعتُ كنز تمنع وتكبر وتجبر
يا من وهبتك ِ كل أوراقي و كل دفاتري
فأجبت بالنسيان أمجادي ولم تتذكري ...
قد ألتقيك ِ وليلك ِ القمري يوقظ ناحري
فتراجعي حُبا ً بربكِ وابعدي عن ناظري
فتجاهلي ...
وتحامقي ..
و تنكري....
وتظاهري ..
و دعي الوساوس
تستبيح شعائري ..
أرجوكِ لا تتأسفي وتكرري
وتعللي بهشاشة وتبرري فأنا و حقك ِ
لا أبيع وأشتري وجميع أعذار الخليقة
لن تحلل منكري ورحيق صوتك لن يطيب ...
بعد جرحك – خاطري ...
يا من أتيت ِ على جميع كبائري
ووقفت ترتقبين ليلٌ تبعثري
ما عاد يعنيني سواء ذكرت ...
أم لم تذكري ...
.......................................
نزار قباني