تعدُّ «شخصيتنا» الأساس الذي يميِّزنا عن بعضنا البعض.
ومهما كان «نوع» شخصيتنا التي تميِّزنا، سواء كانت شخصية قوية أم ضعيفة، متردِّدة أم طائشة، متِّزنة أم متطرِّفة، فإنها تتميَّز بأنها «مستقلَّة»؛
أي لا يمكن أن يكون هناك شخصان يتقاسمان ذات الشخصية بجميع تفاصيلها.
ولكلِّ شخص منا سماته وشخصيته المستقلة التي تميِّزه عن غيره.
ولكن، هل هذه «الشخصية» التي تميِّزنا ولدت معنا وأتت معنا بالفطرة، أم أننا مَن «بناها» و»شكَّلها»؟.يتمتَّع كلُّ شخص منا بشخصية تميِّزه عن غيره،
ولكن ما أكَّده الخبراء، هو أنَّ هذه الشخصية التي نتمتَّع بها، في الواقع لا «تولد» مع الشخص، بل إنه هو مَن يشكِّلها ويعطيها سماتها البارزة.
ويمكن لنا جميعاً أن نتمتَّع بشخصية قوية إن أردنا ذلك، حيث لا تعدُّ الشخصية القوية والواضحة «حكراً» على أشخاص معيَّنين دون سواهم.
ويعدُّ بناء شخصية قوية «مرنة» رحلة بحدِّ ذاته.
يقول الخبراء، إنَّ تطوُّر الشخصية يمرُّ بعدة أطوار ومراحل، ويتمُّ عن طريق التعزيز والبناء والصقل.
ولا يُعتقد أنَّ أحداً يمكن أن يملك شخصية قوية بالفطرة، ولكنه يمكن أن يملك المقومات، وهذا ضروري، لأنَّ الشخص يمكن من خلال الاعتماد على هذه المقومات أن يعزِّز مِن سماته القوية والواضحة.
وقام الخبراء النفسيون بتحديد أهم الأمور التي يمكن لها عند الالتزام بها، أن تساعدنا على تحقيق الشخصية «المرنة».
وأشاروا إلى أنَّ سمات الشخصية «المرنة» تجمع بين القوة- وفي الوقت ذاته- الليونة، حيث إنهما السمتان الأساسيتان اللتان تعزِّزان قوة الشخصية واللتان تساعدان المرء على مواجهة الحياة.
إنشاء علاقات اجتماعية يعدُّ تأسيس علاقات جيدة مع أفراد العائلة أو مع الأصدقاء أمراً مهماً جداً.
ويعمل التواصل الاجتماعي على تدعيم السمات الشخصية التي تعزِّز الشخصية «المرنة» القادرة على مواجهة صعوبات الحياة.
ويقول الخبراء، إنَّ التواصل الاجتماعي يساعدك على مواجهة نقاط الضعف في شخصيتك والتغلُّب عليها.
كما أنه من الضروري أن تقبل المساعدة والدعم من أولئك الذين يهتمُّون بك، لأنَّ ذلك يعمل على تَقوية المرونة ولا تعتقد أبداً أنه يمكن أن «يهزَّ» شخصيتك.
إذ إنَّ التكبُّر لا يمكن أن يعني أبداً أنك تمتلك شخصية «مرنة» وقوية.
ابحث عن فرص لاكتشاف الذاتلايمكن أن تُعدَّ شخصيتنا «ثابتة» غير قابلة للتغيُّر؛ حيث إنها مادامت تتفاعل مع الأمور مِن حولها، فإنها قابلة للتغيير.
ويمكن لكلِّ شخص منا أن يكتشف أشياء جديدة عن نفسه دائماً.
ويقول الخبراء، إنَّ الأشخاص، وبشكل طبيعي، يمكن أن يدركوا أنهم قد نضجوا بشكل أو بآخر نتيجة تجاربهم السابقة.
وغالباً ما يقول الأشخاص الذين مرُّوا بتجارب قاسية، إنهم استفادوا من تجاربهم، وأصبحوا أفضل، بل وتعزَّزت شخصيتهم، وزادت مشاعرهم القوية، وثقتهم بأنفسهم.
ولذلك، فإنَّ من الضروري أن تعرف كيف تتفاعل مع التجارب مِن حولك، وتستفيد منها مِن الناحية الإيجابية، من دون أن تنظر فقط إلى النواحي السلبية.
تجنَّب رؤية المشاكل كـ «أزمات صعبة»على الرغم مِن أننا قد لا نستطيع تغيير حقيقة أنَّ الأحداث المزعجة تحدث ولا يمكن تجنُّبها، إلا أنه يكون بإمكاننا أن نغيِّر طريقة ترجمتنا وردَّة فعلنا على هذه الأحداث.
وينصح الخبراء بأن تحاول النظر إلى ما هو أبعد مِن الحاضر، وفكِّر في أنَّ الظروف المستقبلية ستكون أفضل بكثير من الوضع الحالي.
وتذكَّر أنه في حال أردت فعلاً أن تتمتَّع بشخصية مرنة، عليك أن تثق بنفسك وتؤمن بأنَّ الغد سيكون أفضل ما دمت تعمل بجهد ومثابرة لكي تحقِّق أهدافك، فلابدَّ أن يأتي هذا اليوم.
دلِّل نفسكلا يمكن أن تحقِّق الشخصية «المرنة» من دون الاعتناء بنفسك.
ولذلك فإنه من الضروري أن تنتبه إلى اهتماماتك الخاصة وأن تحاول ممارسة الأنشطة التي تجد فيها المتعة والاسترخاء.
وقم بأداء التمارين الرياضية بانتظام للحصول على الفائدة البدنية، والتزم بنظام غذائي صحي، وانتبه إلى صحتك لتضمن الوصول إلى أعلى مستويات المرونة الشخصية
Roselala