كان هناك رجلٌ شيخٌ طاعنٌ في السن
يبدو عليهـ الألم والإجهاد في نهايةِ كل يوم
سأله صديقهـ ولماذا كل هذا الألم والإرهاق الذي يبدو عليكـ ؟
فأجابه الشيخ الطاعن : يُوجد عندي
بازان ( الباز نوع من الصقور حاد البصر )يجب عليَّ كل يوم أن أروضهما , وأبرقعهما كي لا يجولا النظر فيفلتان
وكذلك عندي أرنبان يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجاً
و عندي صقرانعليَّ أن أُقَوِّدهما وأدربهما لكي يصيدا جيدا ً
وعندي ثعبان سام عليَّ أن أحاصرهـ , كي لا يلدغ أحد أو يلدغني
وعندي أسدُعليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي , كي لا ينقض علي فيهلكني
و عندي مريضٌعليَّ أن أعتني بهـ وأخدمهـ
قال الصديقما هذا كله لابد أنك تمزح
لأنه حقاً لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الحيوانات
المفترسة والجامحة مرةً واحدة
قال لهـ الشيخ الطاعن إنني لا أمزح ولكن ما أقولهـ لك هو الحقيقة المحزنة و الهامة
إن البازين هما
عيناي .. وعليَّ أن أغضهما عن النظر إلى الحرام وإلى ما لا يحل النظر إليه باجتهادٍ ونشاط
والأرنبين هما
قدماي... وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير فى طرقِ الخطيئة
والصقرين هما
يداي... وعليَّ أن أدربهما على العمل حتى تمداني بما أحتاج من رزق حلال
وبما يحتاج إليه الآخرون من أخواني
والثعبان هو
لساني... وعليَّ أن أحاصرهـ وألجمهـ باستمرار حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين
والأسد هو
قلبي... الذي انا معهـ في حربٌ مستمرة وعليَّ أن أحفظهـ دائماً مقيداً كي لا يميل ويهلكني
أما الرجل المريض فهو
جسدي كله...الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي
إن هذا العمل اليومي يستنفد طاقتي و جهدي ووقتي
فعلي أن أكون حارسا ً جيدا ً , لكي لا تتفلت مني هذهـ
الحواس الجامحة فترديني قتيلا...
...
عندما تستطيع أن تكون حارسا على نفسك ..
فقد ملكت نفسك وذاتك ...
...
عندما تطور من أخلاقياتك وسلوكك ...
فقد طورت نفسك وذاتك ...
...
فتطوير نفسك أخلاقيا ودينيا ...
يجعل من ذاتك شخصا قويا .. واثقا من ذاتك ...
Roselala