ما كان ينقص قرية السمراء وهو الاسم الحقيقي لـ (أم الطنافس الفوقا) سوى اختيارها كمكان تصوير تلفزيوني لمسلسل (ضيعة ضايعة) لتكون من أكثر المناطق السياحية جذباً للزوار، فمع جمالها الخلاب المرتسم ككأس الماء بين جبلين، وشاطئها الرائع تنتشر المطاعم السياحية والمقاهي التي وجد بعض أصحابها من اسم المسلسل ترويجاً خاصاً لمطعمه وجاذباً للزبائن.
أهالي قرية السمراء الساحلية التي تقع شمال اللاذقية الملاصقة للحدود السورية التركية عرفوا من أين تأكل الكتف، فاستغلوا شهرة المسلسل بشكل استثماري ومربح، فبالإضافة لاستخدام اسم المسلسل على المحلات والمقاهي تحولت بعض المنازل إلى متاحف يعرض فيه مقتنيات وأشياء شخصيات المسلسل، فبمجرد المرور من أمام منزلي "أسعد" و"جودي" حتى تظهر حشود السياح متجمهرة لمشاهدة المنزلين عن كثب، إلا أن صاحبة البيت تقف في مرصادهم مع عصاها الطويلة وكيسها الأسود الذي تضع فيه نقودها قاطعةً بذلك الطريق عليهم، ومشترطة وضع مبلغ 100 ليرة سورية ضمن الكيس على كل شخص يريد الدخول، فيما حددت تسعيرة الصورة مع المنزل بمبلغ 25 ليرة سورية فقط.
في حين ظهرت العديد من محلات بيع الهدايا التذكارية والبطاقات والصور التي تتعلق بشخصيات وأمكنة المسلسل،
والتي لاقت إقبال شديداً من الزوار، واهتمام الناس الزائد بالمسلسل غدا باب رزق جديد ما كان ليتسنى لأهل القرية لولا اختيار المنطقة لتصوير المسلسل فيه.
الزوار المهتمين بالضيعة الضائعة بدت آثارهم واضحة على جدران بعض المنازل التي تم التصوير فيها، فامتلأت جدران مخفر الضيعة ومنزل "سليم" بالعديد من الذكريات المكتوبة عليها، ظناً منهم أن ذكرياتهم هذه ستعرض على الشاشة من خلال تصوير الجزء الثاني منه في اليوم العاشر من شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي يتأهب فيه أهالي الضيعة الأصليين بفارغ الصبر ذلك اليوم، لما له من الفائدة والعائد المادي والذكريات السياحية التي تجعل المكان مزاراً لكل معجب بهذا المسلسل، فهل تقتسم شركة الإنتاج شيئاً من العائدات السياحية للمسلسل يا ترى؟