اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم
عرفة):
بالإضافة إلى ما
سبق ... من أراد أن يفوز في هذا اليوم بالعتق من النار وغفران الذنوب فليحافظ على
هذه الأعمال فيه وهى:
1-صيام ذلك اليوم .... ففي الحديث
"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده" (صحيح
مسلم).
2-حفظ الجوارح عن المحرمات مطلقاً في هذا اليوم .... ففي الحديث
"يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غُفر له" (مسند الإمام
أحمد).
3-الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص .... ففي الحديث "كان أكثر
دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له
الملك وله الحمد, بيده الخير وهو على كل شيء قدير)" (مسند الإمام أحمد)، وفي رواية
الترمذي "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي (لا إله إلا
الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير)".
4-كثرة الدعاء بالمغفرة والعتق من النار .... فإنه يُرجى إجابة
الدعاء فيه, وكان من دعاء علي بن أبى طالب (اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع لي من
الرزق الحلال واصرف عني فسقة الإنس والجان) وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة
والعتق من النار كالكبر والإصرار على المعاصي.
وأنت يا أخي .. يا من فاتك الوقوف بعرفة
ماذا عساك أن تفعل؟!
هذا برنامج لمن أراد أن
يفوز بثمرات هذا اليوم
(1)نم ليلة عرفة مبكرً لتستيقظ قبيل فجر عرفة
لتتسحر للصيام واذهب للمسجد وحافظ على الصلوات الخمس في جماعة خلف الإمام
مدركاً تكبيرة الإحرام.
(2)بعد الصلاة قُل أذكار الصباح ثم امسك
المصحف وابدأ من سورة البقرة وانو ختم القرآن.
(3)لا تخرج من المسجد، لا تتكلم
مع أحد، انشغل بالقرآن فقط، اقرأ في السنن ما تحفظه من السور ولا تعيد تلاوتها
واحسبها من القراءة.
إذا نفذت هذا البرنامج فأبشر بهذه
البشريات:
(أ)صوم يوم عرفة صوماً حقيقاً حفظت فيه جوارحك عن المعاصي والآثام فيُرجى أن
ينطبق عليك حديثان الأول: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله
والتي بعده" (صحيح مسلم) – الثاني "يوم عرفة، هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره
ولسانه غُفر له" (مسند الإمام أحمد).
(ب)تستطيع أن تقرأ القرآن كله وتنتهي من
تلاوته قبل المغرب بنصف ساعة
-ولا تستعجب؛ فهذا مُجرب في عصرنا الحاضر- وكل حرف بعشر حسنات، فكم من الحسنات
ستنال؟
(ج)تقول أذكار المساء قُبيل المغرب وتكثر من الدعاء وخاصة بالمغفرة والعتق
من النار وقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك
وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شيء قدير).
(د)ستخرج من المسجد بعد صلاة
المغرب لتفطر في بيتك وستشعر أن الدنيا قد تغيرت حولك لأنك بالفعل تغيرت من
داخلك، فهلا فزت بهذه الأعمال في يوم واحد؟ ولن تموت منها وادفع النوم قدر استطاعتك
بأن تقرأ وأنت تسير في المسجد فمن عرف ثمرات الاجتهاد في العبادة في هذا اليوم هانت
عليه المشقة، وإن مت فأنعم بها من ميتة حسنة.
اليوم العاشر من ذي الحجة (يوم
النحر .. يوم عيد الأضحى)
يغفل كثير من المسلمين عن فضل هذا اليوم الذي عدّه بعض العلماء
بأنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة، قال الإمام ابن القيم -رحمه
الله-: "خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبى داود
"أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" ويوم القر هو اليوم الحادي عشر
للاستقرار في منى.
ومن أهم
عبادات هذا اليوم:
1-الالتزام
بالآداب الإسلامية والسنن الواردة في ذلك
ومنها:
أ-الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب بدون إسراف ولا
إسبال.
ب- تأخير طعام الإفطار حتى الرجوع من المصلّى ليأكل من أضحيته أو
غيرها.
ج-
أن يذهب إلى صلاة العيد في المصلّى خارج المسجد ماشياً ومعه أهل
بيته (حتى النساء الحُيّض) والأطفال، ويذهب من طريق ويرجع من طريق آخر
ويستمع إلى الخطبة والذي رجحه المحققون من أهل العلم أن صلاة العيد واجبة لقوله
-تعالى- "فصلّ لربك وانحر".
د- الحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم
وزيارة الأقارب والجيران والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال
السرور عليهم ويهنّئ إخوانه المسلمين بقوله (تقبل الله منا
ومنك).
هـ-
الإكثار من التكبير ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام
التشريق (وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة لقوله -تعالى- "واذكروا الله في
أيام معدودات") وصفته أن تقول (الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله والله أكبر،
الله أكبر ولله الحمد) ويُسن جهر الرجال به في المساجد عقب الفريضة أو النافلة وفي
البيوت والأسواق ولم يرد دليل على تخصيص عدد معين عقب الصلاة كما أن التكبير ليس
بديلاً عن أذكار ما بعد الصلاة، ومن البدع زيادة رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة
زيادة على ما يسمع نفسه ومن يليه وجعله على وتيرة واحدة وصوت واحد فضلاً عما فيه من
تشويش وإيذاء للمسبوقين في صلاتهم والأصل القرآني يؤيد ذلك؛ قال تعالى: "واذكر ربك
في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول".